قصة بتلة

بدأت قصة بتلة قبل 20 عام في يوم العاشر من الشهر المحرم.. رزقني الله بقطعة سكر.. عيونها لوزية شعرها ناعم .. فمها كحبة كرز صغيرة ..  أحضروها لي صباح اليوم التالي وأخذت أتأملها تنام بهدوء وسكينة .. ملامحها بريئة طاهرة ورددت من صميم قلبي الحمد الله… قطعة السكر أضفت على حياتنا مذاقنا فريدا مميزا لم نعرفه من قبل فعلا إختلفت كل الحياة بعد قدومها 

08ee04ee-84cb-4409-953a-62cd3d19de3e

وبدأت رحلة البحث والمعرفة والقراءة والسؤال فكوني أم لطفلين عاديين قبلا مختلف تماما عن كوني أم لطفلة من أطفال متلازمة داون..مرت سنوات طفولتها سريعة مابين بحث وكتابة وأنشطة ودراسة وأهداف وخطط ..كبرت صغيرتي وكبرت أحلامنا معها وفي ظل قلة الفرص لمن لهم نفس ظروفها بدأت أفكر ما الجديد الذي يمكن عمله لندعمها ونساعدها لتصل . وفي تلك الأيام أرسل الله لي مقالا عن منهج 

المونتيسوري ووقعت في غرامه منذ ذلك الحين .. درست ودرست ودرست على أيدي خبيرات ومدربات عدة وفي الحقيقة كنت أعتقد أن ولادة إبنتي هي المؤثر الاكبر في حياتي وتفكيري ولكن بعد دراستي للمونتيسوري أعترف أنني تغيرت وأصبح هو ثاني أقوى مؤثرفي حياتي فبعد أن كان الهدف الوحيدمن دراسة المنهج مساعدة ابنتي فقط تضخم الهدف وأصبح مساعدة كل أم ومهتمة بتعليم الأطفال في سنةمبكرة حتى يتحقق الهدف المنشود الذي نسعى اليه وهو أطفال متعلمين ..منطلقين ..أحرار.. مستقلين.. أذكياء.. أصحاب قرار.. فما كان الله سيهبني إياه عندما أعلم إبنتي فقط سيهبني حتما أضعافة حينما أساعد الأمهات لتعليم أطفالهن .وحانت الفرصة حينما إشتركت مع فريق رائع لتطبيق نهج المونتيسوري في الروضات الحكومية وبعد ذلك كانت الانطلاقة في التدريب على هذا النهج وبفضل الله دربنا رائعات كثر من مديرات وطبيبات ومشرفات ومحاميات وأمهات ولأننا نطمح أن نصل للكل وتسمع أصواتنا محليا وعربيا.. كان القرار بتصوير الدورات ( كانت أيام التصوير جمييلة . فيها من التعب والضحكات والجوع😁… الكثير) وها نحن ذا معكم .. نفتح أذرعتنا لكم بكل حب فأقبلونا بعثراتنا بأخطائنا بجنوننا.. إقبلونا كما نحن لأننا نحبكم جميعا كما أنتم بكل إختلافاتكم