بابا.. لماذا كوكب زحل حوله حلقات؟!) وغيرها مما نسينا كراشدين أن نفكر فيه أو نتساءل عنه. وما أصعب شرح البديهات لهؤلاء المفكرين الصغار. فإن ظننت أنك بإجابتك المختصرة قد نجحت بالتنصل من هجومهم عليك فأنت واهم. فكل إجابة تجر بدورها سلسلة جديدة من الأسئلة .. الى أن يقضي الله أمرا، فيخلصك مما أنت فيه.
ذات يوم جلس ولدي- ذو الست سنوات حينها – على كرسي بجانبي حيث كنت مشغولأ بالقراءة. شغل جهاز الأيباد وبدأ باستخدام برنامج تعليمي عن الكواكب المجموعة الشمسية  كم ابهجني ان ارى هذا الصبي الصغير يردد اسماء كواكب المجموعة الشمسية و بكل ثقة وطلاقة. سألته: ( ولدي .. من علمك أسماء هذه الكواكب؟) فنظر ببراءة وقال(هذا) وأشار الى .. الأيباد!
أطفالنا هؤلاء الزوار الصغار ، سيقضون معنا طفولتهم أياما معدودة، ينطلقون بعدها لخوض غمار الحياة. جميل أن نحتضن فيهم حب الاستطلاع والفضول، فنعودهم أن يلجؤوا إلينا دائما لنغذيهم بدروس وإرشادات تساعدهم على فهم الحياة، ونملأ ذكرياتهم بلحظات الحنان والاهتمام، دون تذمر أو تململ. فهم سيبحثون حتما عمن يجيبهم ويعلمهم، إما نحن، أو الأيباد .. أو حتى الشارع!!